
Amal Lebih Utama Daripada Keturunan
عدالة عمر بن الخطاب
أقبل عليُّ بنُ الحسينِ – رضي اللُه عنهما – على طلبِ العلمِ منذُ صغرِه إقبالا، وكان أوّلَ مَن علّمه والدُهُ الحسينُ بنُ عليٍّ [1] ، وكان مسجد الرّسول الأعظم – صلّى الله عليه وسلّم – مدرستَه الثانيةَ
ولَمْ يتعلّقْ قلبُ الفتَى بشيءٍ تعلّقَه بكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فكان إذا قرأ آيةً فيها ذِكْرٌ للجنّةِ طار قلبُهُ شوقًا إليها، وإذا قرأ آيةً فيها ذِكْرٌ للنّارِ امتلأ قلبُهُ خشيةً من اللهِ
وحينَ اكتمل عليُّ بنُ الحسينِ شبابًا وعلمًا، صار الفتَى من أكثرِ بني هاشمٍ عبادةً، وإطالةً للسّجود، ومجاهدةً للنّفسِ
قد شاهدهُ أحدُ أصحابِهِ ذاتَ مرّةٍ يقف في ظلالِ الكعبةِ وهو يستغفر ويبكي، وقد زلزلهُ خوفُ عذابِ الآخرةِ، فقال له : يا حفيد رسول الله ما لي أراك على حالتك مع أنّ لك ثلاثَ فضائلَ أرجو أن تُطَمْئِنَ نفسَكَ وتجعلَكَ تأمنُ من الخوفِ، إحداهنّ أنّ جدّك رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم، والثّانية أنّه يُرجَى أن يشفعَ لك يومَ الحسابِ، والثّالثةُ رحمةُ اللهِ، فقال عليُّ بن الحسينِ : إنّ انتسابِي إلى رسولِ الله لا يجعلني آمنُ على نفسي بعد أن سمعتُ قولَ الله عزّ وجلّ : (( فَاِذَا نُفِخَ فِى الصُّوْرِ فَلَآ اَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَىِٕذٍ )) [2]، وأمّا شفاعةُ جدّي لي فإنّ اللهَ علتْ كلمتُهُ يقول : (( وَلَا يَشْفَعُوْنَۙ اِلَّا لِمَنِ ارْتَضٰى )) [3]، وأمّا رحمةُ الله تعالى فهو يقول : ((اِنَّ رَحْمَتَ اللّٰهِ قَرِيْبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِيْنَ))[4]
Sumber: Kitab Silsilah at-Ta’lim al-Lughah al-‘Arabiyyah